أصله الاعتقاد الراجح، كقوله تعالى:{إن ظنا أن يقيما حدود الله}[البقرة: ٢٣٠]، وقد تستعمل بمعنى اليقين كقوله تعالى:{الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم}[البقرة: ٤٦]، أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن يقين، وهذا يشكل بكثير من الآيات لم يستعمل فيها بمعنى اليقين، كالآية الأولى، وقال الزركشي في البرهان: الفرق بينهما في القرآن ضابطان:
أحدهما: أنه حيث وجد الظن محموداً مثاباً عليه فهو اليقين، وحيث وجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو الشك.
الثاني: كل ظن يتصل بعده أن الخفيفة / فهو شك، نجو قوله تعالى:{بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول}[الفتح: ١٢]، وكل ظن يتصل به أن المشددة فهو يقين كقوله تعالى:{إني ظننت أني ملاق حسابية}[الحاقة: ٢٠]، {وظن أنه الفراق}[القيامة: ٢٨]، وقرئ:«وأيقن أنه الفراق»، والمعنى في ذلك أن المشددة للتأكيد، فدخلت على اليقين، والخفيفة بخلافها، فدخلت على الشك، ولهذا دخلت الأولى في العلم، نحو قوله تعالى:{فاعلم أنه لا إله إلا الله}[محمد: ١٦]، {وعلم أن فيكم ضعفاً}[الأنفال: ٦٦]، والثانية من الحسبان، نحو قوله تعالى:{وحسبوا ألا تكون فتنة}[المائدة: ٧١]، ذكر ذلك الراغب في «تفسيره»، وأورد على هذا الضابط قوله تعالى:{وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}[التوبة: ١١٨]، وأجيب: بأنها هنا اتصلت بالاسم، وفي الأمثلة السابقة اتصلت بالفعل، ذكره في «البرهان»، قال: فتمسك بهذا الضابط، فهو من أسرار القرآن، وقال ابن الأنباري: قال ثعلب: العرب