للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأخفش: وبعضهم يقول: طفق بالفتح يطفق طفوقاً. [انتهى].

[٦٢ - ظن]

أصله الاعتقاد الراجح، كقوله تعالى: {إن ظنا أن يقيما حدود الله} [البقرة: ٢٣٠]، وقد تستعمل بمعنى اليقين كقوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} [البقرة: ٤٦]، أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن يقين، وهذا يشكل بكثير من الآيات لم يستعمل فيها بمعنى اليقين، كالآية الأولى، وقال الزركشي في البرهان: الفرق بينهما في القرآن ضابطان:

أحدهما: أنه حيث وجد الظن محموداً مثاباً عليه فهو اليقين، وحيث وجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو الشك.

الثاني: كل ظن يتصل بعده أن الخفيفة / فهو شك، نجو قوله تعالى: {بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول} [الفتح: ١٢]، وكل ظن يتصل به أن المشددة فهو يقين كقوله تعالى: {إني ظننت أني ملاق حسابية} [الحاقة: ٢٠]، {وظن أنه الفراق} [القيامة: ٢٨]، وقرئ: «وأيقن أنه الفراق»، والمعنى في ذلك أن المشددة للتأكيد، فدخلت على اليقين، والخفيفة بخلافها، فدخلت على الشك، ولهذا دخلت الأولى في العلم، نحو قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: ١٦]، {وعلم أن فيكم ضعفاً} [الأنفال: ٦٦]، والثانية من الحسبان، نحو قوله تعالى: {وحسبوا ألا تكون فتنة} [المائدة: ٧١]، ذكر ذلك الراغب في «تفسيره»، وأورد على هذا الضابط قوله تعالى: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه} [التوبة: ١١٨]، وأجيب: بأنها هنا اتصلت بالاسم، وفي الأمثلة السابقة اتصلت بالفعل، ذكره في «البرهان»، قال: فتمسك بهذا الضابط، فهو من أسرار القرآن، وقال ابن الأنباري: قال ثعلب: العرب

<<  <  ج: ص:  >  >>