للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأجيب: بأن لفظ الإصفاء يشعر بزعم أن البنات لغيرهم، أو بأن المراد مجموع الجملتين؛ وينحل منهما كلام واحد. والتقدير: أجمع بين الإصفاء بالبنين واتخاذ البنات!

وأشكل منه قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} [البقرة: ٤٤] ووجه الإشكال: أنه لا جائز أن يكون المنكر أمر الناس بالبر فقط. كما تقتضيه القاعدة المذكورة؛ لأن أمر البر ليس مما ينكر، ولا نسيان النفس فقط؛ لأنه يصير ذكر أمر الناس بالبر لا مدخل له، ولا مجموع الأمرين؛ لأنه يلزم أن تكون العبادة جزء المنكر، ولا نسيان النفس بشرط الأمر؛ لأن النسيان منكر مطلقاً، ولا يكون نسيان النفس حال الأمر أشد منه حال عدم الأمر؛ لأن المعصية لا تزداد بشاعتها بانضمامها إلى الطاعة؛ لأن جمهور العلماء على أن الأمر بالبر واجب؛ وإن كان الإنسان ناسياً لنفسه وأمره لغيره بالبر كيف يضاعف/ بمعصية نسيان [النفس]، ولا يأتي الخير بالشر.

قال في «عروس الأفراح» ويجاب بأن فعل المعصية مع النهي عنها أفحش؛ لأنها تجعل حال الإنسان كالمتناقض، وتجعل القول كالمخالف للفعل، ولذلك كانت المعصية مع العلم أفحش منها مع الجهل، قال: ولكن الجواب عن أن الطاعة كيف تضاعف المعصية المقارنة لها من جنسها؟ فيه دقة.

فصل:

من أقسام الإنشاء: الأمر: وهو طلب فعل غير كف. وصيغته: «افعل»،

<<  <  ج: ص:  >  >>