الأهوال التي [يعلمها الله] من أجلهم، وقد ثبت أنه قادر على كل شيء.
ومن الأشياء إحياء الموتى فهو يحيي الموتى.
وأخبر [تعالى] أنه على كل شيء قدير لأنه أخبر أنه من يتبع الشياطين ومن يجادل فيه بغير علم يذقه عذاب السعير، ولا يقدر على ذلك إلا من هو على كل شيء قدير، {فهو على كل شيء قدير}.
وأخبر [جل شأنه]{وأن الساعة آتية لا ريب فيها}[الحج: ٦] لأنه أخبر بالخبر الصادق أنه خلق الإنسان من تراب، إلى قوله:{لكيلا يعلم من بعد علم شيئًا}[الحج: ٥]. وضرب لذلك مثلًا بالأرض الهامدة التي ينزل عليها الماء، فتهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج، ومن خلق الإنسان على ما أخبر به فأوجده بالحق ثم أعدمه بالموت ثم يعيده بالبعث، وأوجد الأرض بعد العدم فأحياها بالخلق، ثم أماتها بالمحل، ثم أحياها بالخصب؛ وصدق خبره في ذلك كله- بدلالة الواقع المشاهد على المتوقع الغائب؛ حتى انقلب الخبر عيانًا- صدق خبره في الإتيان بالساعة.
ولا يأتي بالساعة إلا من يبعث من في القبور؛ لأنها عبارة عن مدة تقوم فيها الأموات للمجازاة، فهي آتية لا ريب فيها، وهو سبحانه وتعالى يبعث من في القبور.