المشايخ، وأخذ الألفاظ عنهم بطريق المشافهة، فهو صلى الله عليه وسلم إنما قرأ على أبي بن كعب ليعلمه طريق التلاوة وترتيلها، وعلى أي صفة تكون قراءة القرآن، لكون ذلك سنة في الإقراء والتعليم، وقد وقع الأمر كذلك، فإن الصحابة - الآخذين للقرآن عنه صلى الله عليه وسلم - عرض بعضهم على بعض، ثم وقع كذلك للتابعين وأتباعهم حتى اتصل الأمر إلينا مسلسلا متواترا، فمن ابتدع واجترأ بما تعلم من الكتب فقد أساء وخالف، وربما وقع في أمر عظيم وخطر جسيم، وأسأل الله العفو والعافية، وسلوك سواء السبيل.
وفي شرح البخاري للبرماوي في معنى مدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: أن معناه تعلم مخارج الحروف وكيفية النطق بها، وكذا قال الكرماني، وعبارته: وفائدة درس جبريل تعليم الرسول تجويد لفظه، وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها، وليكون سنة في حق الأمة لتجويد التلامذة على الشيوخ قراءتهم. انتهى.
ولا مرية أنه كما/ يتعبد بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده يتعبد بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة، العربية التي لا يجوز مخالفتها ولا العدول عنها، فمن أنف عن الأخذ عن أستاذ يوقفه على حقيقة ذلك، مع تماديه على تحريف ألفاظ القرآن، فهو عاص بلا شك، وآثم بلا