وهذا النوع لم يذكره الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى -.
المشهور في الأحاديث الصحيحة، أنه أول ما أتى إليه جبريل بحراء على الصفة المذكورة، وروى الإمام أحمد في تاريخه بسند صحيح عن عامر الشعبي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن على لسانه، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة. انتهى.
وما ذكره الشعبي مشكل، فإن ظاهر نفرته عليه السلام حين نزل عليه جبريل بسورة (اقرأ)، وقوله:(ما أنا بقارئ)، وقوله في آخر الحديث:(لقد خشيث على نفسي)، كل ذلك مشعر بأن الأمر فجأة، ولم يعهد قبله ولا يألفه. فلو أن إسرافيل كان يأتيه قبل ذلك بثلاث سنين لما نفر، ولحصل له كمال الاستعداد والمناسبة. ولهذا - والله أعلم - أنكر الواقدي قول الشعبي،