متأخري أصحابنا الشافعيين، كتاباً في ذلك حافلاً، يسمى " البرهان في علوم القرآن "، فطلبته حتى وقفت عليه، فوجدته قال في خطبته ... ).
ونقل خطبته إلى آخرها أيضاً، ثم قال:
ولما وقفت على هذا الكتاب، ازددت به سروراً، وحمدت الله كثيراً، وقوي العزم على إبراز ما أضمرته، وشددت الجزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته، فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن، الجلي البرهان، } الكثير الفوائد والإتقان، ورتبت أنواعه ترتيباً أنسب من ترتيب البرهان {, وأدمجت بعض الأنواع في بعض، وفصلت ماحقه أن يُبان، وزدت على مافيه من الفوائد} والفرائد {,والقواعد والشوارد، ما يشنف الآذان، وسميته بـ " الإتقان في علوم القرآن ".
وسترى في كل نوع منه - إن شاء الله تعالى - مايصلح أن يكون بالتصنيف مفرداً، وستروى من مناهله العذبة رياً لا ظمأ بعده أبداً، وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شعرت فيه، وسميته بـ " مجمع البحرين، ومطلع البدرين، الجامع لتحرير الرواية وتقدير الدراية ".