فإن قيل: ما الحكمة في قوله هنا: إن الله هو السميع العليم، دون أن يقول: الغفور الرحيم، ونحوه؟ أجيب: بأن الغرض من الاستعاذة الاحتراس من شر الوسوسة، ومعلوم ان الوسوسة كلام يخفى في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها أحد، فكان العبد يقول: يا من هو يسمع كل مسموع، ويعلم كل أمر خفي، أنت تعلم وسوسة الشيطان، وتعلم غرضه منها، وأنت القادر على دفعها عنى، فادفعها عنى بفضلك، فلهذا كان ذكر السميع العليم أولى بهذا الموضوع من سائر الأذكار.
وأيضا، في القرآن: {وإما ينزغنك من الشيطن نزغ فأستعذ بالله إنه سميع عليم (٢٠٠)} [الأعراف ٢٠٠]، وفى حم السجدة {إنه هو السميع العليم}
ومنها: أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم، رواه الخزاعي عن [هبيرة عن حفص]، والهذلي عن أبى عدي عن ورش.