ءاتىهما صلحا جعلا له فيما ءاتىهما" / فإذا كان آخر قصة آدم وحواء إلى} جعلا له شركاء فيما ءاتىهما {حصل الإشكال ولم يرتفع إلا قوله تعالى: "فتعلى الله عما يشركون" عن آدم وحواء ويكون المقصود به الكفار، فالإشكال والشبه على حالهما، ولم تنحل المعضلة، ولم تنفك العقدة، وأما معنى الآية والجواب عن ذلك، وتأويل الآية والجواب عن ذلك، وتأويل الآية على وجه آخر، فقد اعتنى المفسرون بذلك، فمن ذلك المقصود بقوله تعالى: "فلما ءاتىهما صلحا جعلا له شركاء" أي: جعلا أولادهما له شركاء فيما أتى أولادهما بتسمية عبد العزى وعبد مناف على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، ويدل عليه قوله تعالى: "فتعلى الله عما يشركون"، وأما من حمل الشرك على آدم وحواء قال: هو شرك إطاعة لا شرك عبادة، فإنهما أطاعاه في التسمية على ظن أنه مقرب من الله تعالى.
ومن ذلك قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلاالله والرسخون ... {الآية] آل عمران: ٧ [فإنه على تقدير الوصل يكون الراسخون يعلمون تأويله، وعلى تقدير الفصل بخلافه. وقد أخرج ابن ابي حاتم عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قالا: إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة، ويؤيد ذلك كون الآيه دلت على ذم متبعي المتشابه ووصفهم بالزيغ.
زمن ذلك قوله تعالى: "وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا"] النساء: ١٠٢] فإن ظاهر الآية يقتضى أن القصر مشروط بالخوف، وأنه لا قصر مع الأمن، وقد قال به جماعة لظاهر الآية، منهم عائشة- رضي الله عنها- لكن بين بسبب النزول: