غير مقصود إليه. وبنوا الأمر في ذلك على تحديد معنى السجع.
فقال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على حد واحد وقال ابن دريد: سجعت الحمامة: معناه رددت صوتها. قال القاضي: وهذا غير صحيح، ولو كان القرآن سجعا لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلا فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: سجع معجز، لجاز أن يقولوا: شعر معجز، والسجع مما كان يتألفه الكهان من العرب، ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشعر، لأن الكهان من العرب تنافي النبوات بخلاف الشعر، وقد قال صلى الله وعليه وسلم "أسجع كسجع الكهان" فجعله مذموما.
قال: وما توهموا أنه سجع باطل لأن مجيئه على صورته لا يقتضى كونه هو، لأن السجع يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدي السجع، وليس كذلك ما اتفق مما هو في معنى السجع من القرآن، لأن اللفظ وقع فيه تابعا للمعنى، وفرق بين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود منه، وبين أن يكون المعنى منتظما دون اللفظ، ومتى ارتبط