للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جميع الأعداد كل مرتبة هي مقدمة على ما فوقها بالذات وأما قوله تعالى: {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ... } [سبأ: ٤٦] فالحث على الجماعة والاجتماع على الخير ناشئ عن العلم.

السابع: السببية كتقديم العزيز على الحكيم لأنه عزَّ فَحَكَم والعليم عليه لأن الإحكام والإتقان ناشئ عن العلم. وأما تقديم الحكيم عليه في سورة (الأنعام) فلأنه مقام تشريع الأحكام.

ومنه: تقديم العبادة على الاستعانة في سورة (الفاتحة) لأنها سبب حصول الإعانة وكذا تقديم: {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: ٢٢٢]، لأن التوبة سبب الطهارة، وكذا: {لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية: ٧] لأن الإفك سبب الإثم، {يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: ٣٠] لأن البصر داعية الفرج.

الثامن: الكثرة كقوله تعالى: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: ٢] لأن الكفار أكثر، {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ... } الآية [فاطر: ٣٢] قدم الظلم لكثرته، ثم المقتصد ثم السابق قيل: ولهذا قدم السارق على

<<  <  ج: ص:  >  >>