ومن ذلك قوله تعالى:{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}[النساء: ٣] مع قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[النساء: ١٢٩].
فالأولى تفهم إمكان العدل والثانية تنفيه والجواب أن الأولى في توفية الحقوق والثانية في الميل الطبيعي وليس هو في قدرة الإنسان.
ومن ذلك قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}[الأعراف: ٢٨] مع قوله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا}[الإسراء: ١٦] فالأولى في الأمر الشرعي والثانية في الأمر الكوني بمعنى القضاء والتقدير.
الثالث: ومن ذلك الاختلاف في جهتي الفعل كقوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧] أضيف الرمي إليه - صلى الله عليه وسلم - على جهة الكسب والمباشرة ونفاه عنه باعتبار التأثير كقوله تعالى:{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}[الأنفال: ١٧] نفاه عنهم وأثبته جل وعلا لنفسه من حيث التأثير الحقيقي.
الرابع: ومن ذلك قوله تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}[الحج: ٢] أي سكارى من هول الموقف وما هم بسكارى من الشراب المسكر المغير.