قالوا: فقلنا والله ما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه. قال: فقال: إني مصل إليها. فقلنا له: لكنا لا نفعل.
وفي الحديث: فلما قدمنا مكة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال له: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها. فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى معنا إلى الشام، فنزلت بعد ذلك:(فول وجهك شطر المسجد الحرام) الآية: [البقرة: ١٤٤].
ومن الموافقات المعنوية أيضاً، ما روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة، فقالت الأنصار: إن لليهود يوماً يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى مثل ذلك، فهلموا فنجعل لنا يوماً نجتمع فيه فنذكر الله تعالى، ونصلي ونشكره، فجعلوا يوم العروبة، واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ، وأنزل الله جل شأنه بعد ذلك:(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) الآية [الجمعة: ٩].