وهي في القرآن كثير كقول الله تعالى:{أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً}[النساء: ٤٣] فهو كناية عن الجماع والإفضاء فأتى بما هو لازمه وهو اللمس استقباحًا أن يذكر الجماع ومن ذلك قول الله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[البقرة: ١٨٧] وأما قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[البقرة: ١٨٧] وقول الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}[المائدة: ٦] وقول الله تعالى: {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}[محمد: ٢٧] فهو من قبيل المجاز المرسل كما تقدم لا من قبيل الكناية وكذا قول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ}[ص: ٢٣] فهو من قبيل الاستعارة وقول الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}[البقرة: ٢٢٣] فهو من التشبيه المحذوف الأداة وليس من الكناية في شيء.
وقال الشيخ بدر الدين بن مالك في (المصباح) إنما يعدل عن