وشمس وإن لم يكن اسم جنس بأن كان في الفعل أو المشتقات من الاسم أو الحروف فهي تبعية لجريانها فيه يعني المشتق بعد جريانها في مصدره إن كان مشتقًا وفي متعلق معناه أن كان حرفًا فالتبعية تكون في الحروف وفي المشتقات وفي الأفعال
مثالها في المشتقات قولك قتل زيد عمروًا تريد بذلك أنه ضربه ضربًا شديدًا فشبه الضرب بالقتل واستغير له لفظ القتل فهذه الاستعارة تبعية
وأما الاستعارة في الحروف فالأصل مثلًا في من أن تكون للابتداء وإلى للانتهاء و (رب) للتعليل، فإذا جرت في موضع غير ما هي موضوعة له في الأصل كان ذلك استعارة وأنكر السكاكي الاستعارة التبعية ثم إن كلًا من الاستعارة الأصلية والتبعية تنقسم إلى أقسام لأنه إمّا أن يكون المستعار له حسيًا أو عقليًا فإن كان حسيًا فالاستعارة تحقيقية مثال ذلك في السحية قوله تعالى:{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[مريم: ٤] فالمستعار منه هو النار والمستعار له هو الشيب ووجه الشبه انبساط الشيب في الرأس ومشابهة بياضه لبياض النار.