المجاز ثم إن المتكلم إذا قصد بالإسناد إفادة المخاطب بالحكم يسمى فائدة الخبر فإن قصد إعلامه بكونه عالمًا سمي لازمها ثم إن كان السامع غير متردد أو خالي الذهن عن الحكم أتى له من الخطاب بما يناسبه وإذا فهم منه التردد في الأمر وعدم ثبوت النسبة في ذهنه جيء له بما يؤكد الثبوت وإن ارتقى إلى مرتبة الإنكار والفساد زيد له في التأكيد فالأول: كقول الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ٢٥٥] مما يشتمل على غير تأكيد.
والثاني: كما قال الله تعالى حكاية عن رسل عيسي: - عليه السلام - {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤)} [يس: ١٣، ١٤]
والثالث: كقول الله تعالى في هذه السورة: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (١٥) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦)} [يس: ١٥، ١٦] ففي الأول لم يكن تأكيد والثاني: كان التوكيد بأن والجملة وفي الثاني كان التأكيد بأن والجملة الإسمية واللام ويسمى الضرب الأول ابتدائيًا والثاني طلبيًا والثالث إنكاريًا وإخراج الكلام عليها إخراج على مقتضى الحال وقد يخرج الكلام على غير مقتضى الحال وذلك لنكتة فيجعل غير السائل كالسائل نحو قول الله تعالى: {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}[هود: ٣٧] وغير المنكر كالمنكر