نجتمع فيه، فنذكر الله ونصلي ونشكره، فجعلوه يوم العروبة - والعروبة يوم الجمعة - واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك:(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة)[الجمعة: ٩].
وهذا وإن كان كرسلاً فله شاهد بإسناد حسن، وأخرجه الإمام أحمد، وأبو داوود، وابن ماجه، وصححه ابن خزيمة، من حديث كعب بن مالك قال: كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة.
فمرسل ابن سيرين يدل على أن أولئك الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد فهداهم الله عز وجل إليه.
وما ذكره الحافظ السيوطي من حديث كعب بن مالك لا يدل على أنها فرضت بمكة، بل يدل على أن أسعد بن زرارة أول من صلاها بهم بالمدينة، وقد بينت رواية عبد الرزاق أن ذلك كان اجتهاداً منهم ووافقهم النبي صلى الله عليه وسلم، ويدل لذلك أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بمكة، بل أول جمعة جمع في بني سالم بالمدينة بمن معه من المؤمنين، وكانت خامس يوم من وصوله المدينة.