وأخرج عن عطاء قال: نزلت سورة (الأنعام) جميعها ومعها سبعون ألف ملك. فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضاً.
قال ابن الصلاح في " فتاويه ": الحديث الوارد أنها نزلت جملة، رويناه من طريق أبي بن كعب، وفي إسناده ضعف، ولم نر له إسناداً صحيحاً، وقد روي ما يخالفه، فروي أنها لم تنزل جملةً واحدةً، بل نزلت آيات منها بالمدينة، اختلفوا في عددها، فقيل: ثلاث، وثيل: ست، وقيل غير ذلك، انتهى.
أقول: من قال: إن السورة نزلت كلها، فإنما يعني - والله أعلم - الغالب، ولا يضر أن ينزل بعضها بعد ذلك، وتمامها، فإن القرآن غالبه إنما نزل مفرقاً آيات، ومثل هذه السورة العظيمة إذا نزل غالبها فيحكم لها بالكل، فإنه نادر الوقوع.
وأما سورة (الفاتحة)، فقد تقدم في علم أول ما نزل، من حديث عمرو بن شرحبيل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة - رضي الله تعالى عنها -: (إني إذا