العقل مثبت للمحذوف راسخ فيه، كما أن العبارة مثبت للمذكور موضحة له، ودلالة العقل أقوى من دلالة اللفظ، لأنه يحتاج إلى الفعل.
قال في التلخيص: أو اختبار تنبه السامع عند القرينة، أو مقدار تنبهه.
أقول: وهما نكتان من فوائد الحذف، يعني تحذف المحذوف ولتعلم هل ينبه السامع أو هل يتنبه من أول وهلة، أو بعد التأمل.
قال: أو إيهام صونه عن لسانك يعني تعظيمًا له، «أو عكسه» يعني أنك تصون لسانك عن ذكره تحقيرًا له. قال:«أو تعينه» يعني لا ينصرف إلا إليه، كقولنا: خالق كل شيء، فاعل لما يريد، لا ينصرف إلا إلى الله تعالى.
قال:«أو ادعاء التعين» يعني: وإن أمكن أن ينصرف إلى الغير، لكن المتكلم يدعي أنه لا ينصرف إلا في مذكور معروف تعظيمًا وتنويهًا، نحو: وهاب الألوف، يعني الخليفة.
وقال في باب متعلقات الفعل: وإما للتعميم مع الاختصار، كقولك: قد كان منك ما يؤلم، أي كل أحد، وعليه قوله تعالى:{والله يدعوا إلى دار السلام}[يونس: ٢٥].
أقول: يعني بحذف المفعول للتعميم كما في الآية والله يدعو، أي: جميع عباده.