والكلام في التأكيد إذا لم/ يكن هو مقتضى الحال، أما إذا كان الحال مقتضية فليس من الإطناب./. مثال التأكيد على وجه الإطناب، قوله تعالى: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون (١٥) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون} [المؤمنين: ١٥، ١٦]، أكد الموت تأكيدين، وإن لم ينكر؛ لتنزيل المخاطبين -لتماديهم في الغفلة- تنزيل من ينكر الموت. وأكد إثبات البعث تأكيدًا واحدًا وإن كان أشد نكيرًا؛ لأنه لما كانت أدلته ظاهرة واضحة، نزل إنكار المنكر منزلة العدم.
كما في قوله تعالى:{ذلك الكتاب لا ريب فيه}[البقرة: ٢]، نفي عنه «الريب» على سبيل الاستغراق بـ «لا» مع أن «الريب» واقع فيه من المرتابين؛ لكن نزل ارتيابهم فيه منزلة العدم، تعويلاً على ما فيه من الأدلة الباهرة، أو