ومن هذا النوع، {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ... }[النمل: ١٢]، {لا يحطمنكم وسليمان وجنوده وهم لا يشعرون}[النمل: ١٨]. فقوله:{من غير سوء} دفع توهم «بيضاء» يعني برصاء. وبقوله:{وهم لا يشعرون} دفع توهم أنهم جبابرة ظلمة.
قال الشيخ بهاء الدين في:«عروس الأفراح»: فإن قيل: كل ذلك إفادته معنى جديدًا، فلا يكون أطنابًا، قلنا: هو إطناب لما قبله، من حيث رفع توهم غيره، وإن كان له معنى نفسه.
النوع السابع عشر من أنواع الإطناب: التتميم، وهو أن يؤتي في الكلام بقيد زائد لنكتة، أما المبالغة أو غيرها، كقوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}[الإنسان: ٨]، فقوله:{على حبه} -أي حب الطعام- قيد زائد مبين لكرمهم، وطيب أنفسهم، وهذا على حمل «حبه» على حب الطعام. وأما إن حمل على «حب الله» فلا يكون من هذا الباب، بل