قال في كنز البراعة. وفائدته الميل إلى الإصغاء إليه، فإن مناسبة الألفاظ تجدد ميلًا وإصغاء إليها، ولأن اللفظ المشترك إذا حمل على معنى، ثم جاء والمراد به آخر، كان للنفس تشوف إليه.
وأنواع الجناس كثيرة:
منها: التام، وهو بأن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئتها، كقوله تعالى:{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ}[الروم: ٥٥]، قيل: ولم يقع منه في القرآن سواه.
واستنبط شيخ الإسلام ابن حجر موضعًا آخر؛ وهو قوله تعالى:{يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار * يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}[النور: ٤٣، ٤٤]. وأنكر بعضهم كون الآية الأولى من الجناس، وقال:«الساعة» في الموضعين بمعنى واحد؛ والتجنيس هو أن يتفق اللفظ ويختلف المعنى، ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازًا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة -وإن طال- لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة