المؤمن والكافر منفي عنه الحل، أما فعل المؤمنة فيحرم لأنها مخاطبة، وأما فعل الكافر فنفي عنه الحل باعتبار أن هذا الوطء مشتمل على المفسدة، فليس الكفار مورد الخطاب، بل الأئمة ومن قام مقامهم مخاطبون بمنع ذلك؛ لأن الشرع أمر بإخلاء الوجود من المفاسد؛ / فاتضح أن المؤمنة نفى عنها الحل باعتبار، والكافر نفى عنه الحل باعتبار.
وقال ابن أبي الإصبع: ومن غريب أسلوب هذا النوع قوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا * ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن}، فإن نظم الآية الثانية عكس نظم الأولى لتقديم العمل على الإيمان، وتأخيره في الثانية عن الإسلام.
ومنه نوع يسمى القلب، والمقلوب المستوى، وما لا يستحيل بالانعكاس، وهو أن تقرأ الكلمة من أولها إلى آخرها، كما تقرأ من آخرها إلى أولها، كقوله تعالى:{كل في فلكٍ}[الأنبياء: ٣٣]، {وربك فكبر}[المدثر: ٣] ولا ثالث لهما في القرآن.