هي أيضًا مثل الفواتح في الحسن؛ لأنها آخر ما يقرع الأسماء، فلهذا جاءت متضمنة للمعاني البديعة، مع إيذان السامع بانتهاء الكلام، حتى لا يبقى معه للنفوس تشوق إلى ما يذكر بعد؛ لأنها بين أدعية، ووصايا، وفرائض، وتحميد، وتهليل، ومواعظ، ووعد ووعيد إلى غير ذلك.
كتفصيل جملة المطلوب في خاتمة (الفاتحة).
إذ المطلوب الأعلى: الإيمان المحفوظ من المعاصي المسببة لغضب الله والضلال، ففصل جملة ذلك بقوله:{الذين أنعمت عليهم}[الفاتحة: ٧] والمراد المؤمنون، ولذلك أطلق الإنعام ولم يقيده ليتناول كل إنعام؛ لأن من أنعم الله عليه بنعمة الإيمان، فقد أنعم عليه بكل نعمة؛ لأنها مستتبعة لجميع النعم، ثم وصفهم بقوله:{غير المغضوب عليهم ولا الضالين}[سورة الفاتحة: ٧]، يعني أنهم جمعوا بين النعم المطلقة وهي نعمة الإيمان، وبين السلامة من غضب الله تعلى والضلال المسببين عن معاصيه وتعدي حدوده.