(البقرة) أكثر؛ لأن التوراة أصل، والإنجيل فرع لها، والنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة دعا اليهود وجاهدهم، وكان جهاده للنصارى في آخر الأمر، كما كان دعاؤه لأهل الشرك قبل أهل الكتاب، ولهذا كانت السور المكية فيها الدين والذي اتفق عليه الأنبياء، فخوطب به جميع الناس، والسور المدنية فيها خطاب من أقر بالأنبياء من أهل الكتاب والمؤمنين فخوطبوا {يا أهل الكتاب}، {يا بني إسرائيل}، {يا أيها الذين آمنوا}. وأما سورة (النساء) فتضمنت أحكام الأسباب التي بين الناس، وهي نوعان: مخلوقة لله [تعالى]، ومقدرة لهم كالنسب والصهر، ولهذا افتتحت بقوله [تعالى]: {اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها}[النساء: ١] ثم قال: {واتقوا