والثاني: حرف الأمر الذي تصلح الآخرة عليه لتقضيه لحسناها، وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامهما في القرآن. ويلي ذلك حرفا صلاح الدين أحدهما: حرف المحكم الذي بان للعبد فيه خطاب ربه.
والثاني: حرف المتشابه الذي لا يتبين للعبد فيه من جهة قصور عقله عن إدراكه.
فالحروف الخمسة للاستعمال، وهذا الحرف السادس للوقوف والاعتراف بالعجز، وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامها في القرآن، ويختص القرآن بالحرف السابع الجامع وهو حرف المثل المبين للمثل الأعلى، ولما كان هذا الحرف هو الحمد افتتح الله [جل شأنه] به أم القرآن، وجمع فيها جوامع الحروف السبعة التي بثها في القرآن. [فالآية] الأولى تشتمل على حرف الحمد السابع.
والثانية: تشتمل على حرف الحلال والحرام اللذين أقامت الرحمانية بهما الدنيا، والرحيمية الآخرة.
[الثالثة]: تشتمل على أمر الملك القيم على حرفي [الأمر] والنهي اللذين يبدأ أمرهما في الدين.