لا ينتهي بها إلا من جهة واحدة وهي العلو، والقرآن يأتي المسلمين من كل جهة يأتي مبلغة إياهم منها وإنما أتى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة العلو خاصة، فناسب قوله:{علينا}، ولهذا أكثر ما جاء في جهة النبي صلى الله عليه وسلم بـ «على»، وأكثر ما جاء في جهة الأمة بـ «إلى».
قوله تعالى:{تلك حدود الله فلا تقربوها}[البقرة: ١٨٧]، وقال بعد ذلك:{فلا تعتدوها}[البقرة: ٢٢٩]؛ لأن الأولى وردت بعد نواه فناسب النهي عن قربانها، والثانية بعد أوامر فناسب النهي عن تعديها وتجاوزها بأن يوقف عندها.
قوله تعالى:{نزل عليك الكتاب}[آل عمران: ٣]، وقال:{وأنزل التوراة والإنجيل}[آل عمران: ٣] لأن الكتاب أنزل منجمًا فناسب الإتيان بـ {نزل} الدال على التكرير بخلافهما فإنهما أنزلا دفعة.
قوله تعالى:{ولا تقتلوا أولادكم من إملاق}[الأنعام: ١٥١]، وفي (الإسراء): {خشية إملاق}[٣١]؛ لأن الأولى خطاب للفقراء المقلين، أي لا تقتلوهم من فقر بكم، فحسن {نحن نرزقكم}، ما يزول به إملاقكم، ثم قال:{وإياهم} أي: نرزقكم جميعًا و [الثانية] خطاب للأغنياء، أي خشية فقر