للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثالث: أن الأقسام إنما تكون بما يعظمه المقسم أو يجله وهو فوقه، والله تعالى [فوق كل شيء]، فأقسم تارة بنفسه وتارة بمصنوعاته؛ لأنها تدل على بارئ وصانع.

[وقال] ابن أبي الأصبع في أسرار الفواتح: [والقسم] بالمصنوعات يستلزم القسم بالصانع؛ لأن ذكر المفعول يستلزم ذكر الفاعل؛ إذ يستحيل وجود مفعول بغير فاعل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن، قال: إن الله [تعالى] يقسم بما شاء من خلقه، وليس لأحد أن يقسم إلا بالله.

وقال العلماء: أقسم الله جل شأنه بالنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {لعمرك} [الحجر: ٧٣] لتعرف الناس عظمته عند الله [تعالى] ومكانته لديه.

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس [رضي الله عنهما]، قال: ما خلق الله تعالى ولا ذرأ ولا برأ نفسًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره، قال: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون (٧٢)} [الحجر: ٧٢].

وقال أبو القاسم القشيري: القسم بالشيء لا يخرج عن وجهين، إما لفضيلة

<<  <  ج: ص:  >  >>