قال العلماء: قد اشتمل القرآن العظيم على جميع أنواع البراهين والأدلة، وما من برهان ودلالة وتقسيم [وتحذير- يبنى] من كليات المعلومات العقلية والسمعية إلا وكتاب الله قد نطق به، لكن أورده على عادة العرب، دون دقائق طرق المتكلمين، لأمرين:
أحدهما: بسبب ما قاله [جل شأنه]: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}[إبراهيم: ٤].
والثاني: أن المائل إلى طريق المحاجة هو العاجز عن إقامة الحجة [بالجلي] من الكلام؛ فإن من استطاع أن يفهم بالأوضح الذي يفهمه الأكثرون لم يتخط إلى الأغمض الذي لا يعرفه إلا الأقلون؛ ولم يكن