اعلم ان علم المبهمات مرجعه النقل المحض لا مجال للراي فيه، ولما كانت الكتب المؤلفه فيه وسائر التفاسير كثر فيها اسماء المبهمات، والخلاف فيها دون بيان [سديد] مستند يرجع اليه او عرف يعتمد عليه؛
ألفت [الكتاب] الذي ألفته مذكورا فيه عزو كل قول إلى قائله من الصحابة والتابعين، وغيرهم معزوا الى اصحاب الكتب الذين خرجوا ذلك بأسانيدهم، مبينا فيه ما صح سنده وما ضعف، فجاء لذلك كتابا حافلا لا نظير له في نوعه، وقد رتبته على ترتيب القران. انتهى.
وظاهر كلامه الاول ان كتابه في المبهمات مختصرا، وهذا الكلام مصرح بأنه حافل، فلعله ألف فيه كتابين، ولم أقف على شيء منهما.
وهو علم شريف، وقد كان السلف يبحثون عنه. قال عكرمة: طلبت الذي خرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله، ثم أدركه الموت اربع عشرة سنة: قال الزركشي في البرهان: لا يبحث عن مبهم اخبر الله باستئثاره بعلمه، كقوله:(وءاخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم)[الأنفال: ٦٠]