وأمرهم باجتناب المناكر والفواحش، وكان قد فشي في أهل هذه الأرض اللواط، فنهاهم لوط عليه السلام عن ذلك، وحذرهم غضب الله وسخطه عليهم، فلم ينتهوا عما هم عليه، وكانوا يتجاهرون بذلك في مجالسهم ونواديهم، ويفعلون الفاحشة بمن وصل إليهم من غريب أو ابن سبيل، وكان لوط عليه السلام على سنة إبراهيم عليه السلام في الكرم وإيواء الغريب والضيف، وكان من سنة إبراهيم الخليل عليه السلام أن لا يأكل إلا مع ضيف ولو جلس طاويا، وكان يتطلب الضيف الفراسخ البعيدة عن منزله، فإذا وجده أتى به وأكل معه، فلما لم ينتبه الأمم التي أرسل الله عز وجل إليهم لوطا عليه السلام ولم يقبلوا نصيحته وأرادوا إيذاءه وإخراجه من أرضهم لنصحه لهم، أرسل الله سبحانه وتعالى ملائكة في صورة البشر، فنزلوا على إبراهيم عليه السلام فنحر لهم عجلا سمينا، فقربه إليهم فلم يأكلوا لأن ذوات الملائكة وقوابلهم لا تقبل ذلك، لما رأى ذلك منهم استوحش وخشي منهم، فلما علموا ذلك منه بينوا له أنهم رسل من حضرة الله، وأنهم مأمورون بإهلاك الأمم التي أرسل إليهم لوطا، فراجعهم