ثم إن شعيبا لما جاء موسى اتخذه ابنا، واستأجره لرعي ماشية، وأن يزوجه ابنته، فلما مضت سبعة أعوام زوجه ابنته، فحصل لموسى العلوم الكسبية من مصر والعلوم الوهبية من صحبته شعيب.
ثم توجه موسى من عند شعيب بزوجته، فلما كان قريبا من طور سيناء خرج يلتمس لأهله نارا، فرأى نورا عظيما قد شعشع الوادي، فلما رآه ظنه نارا فخوطب: اخلع نعليك، كما قال تعالى ذلك في كتابه العزيز بقوله: {يا موسى (١١) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (١٢) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (١٣) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري (١٤)} [طه: ١١ - ١٤].
وخاطبه الله -جل شأنه- قائلا: ما هذه التي بيمينك؟ قال: عصاي، فأمر الله -جل شأنه- أن يلقيها، فألقاها، فانقلبت حية عظيمة، فقال: خذها، فأخذت فانقلبت عصاه في يده، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يذهب إلى فرعون، فيعظه