للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأوحى الله -جل شأنه- إلى موسى عليه السلام أن أذبحوا بقرة، وخذوا قطعة منها واضربوا به قبر الميت؛ فإنه يخبركم من قتله، فلما أخبرهم موسى عليه السلام بذلك استبعدوا قوله، فسألوه عن صفة البقرة، فأخبرهم أنها بقرة لا كبيرة ولا صغيرة. فسألوه عن لونها، فأخبرهم أنها صفراء، وسألوه سائمة أم عاملة فأخبرهم أنها سائمة. وكان سؤالهم لحكمة إلهية؛ وهو أن هذه البقرة الموصوفة بهذه الصفة كانت لغلام يتيم لما قربت وفاة والده أخذ هذه البقرة، وذهب بها إلى غيضة فاستودعها الله تعالى لابنه حتى يكبر، وكان ذلك الغلام شابًا بارًا بوالدته، فقالت له يومًا: إن أباك استودع لك في غيضة كذا البقرة فنادها، فذهب فناداها فأتت إليه، فسار بها إلى أمه، فقالت له: بعها بثلاثة دنانير بشورتي، فبعص الله -جل شأنه- ملكًا فقال: بكم تبيع البقرة؟ فقال: بثلاثة دنانير وأستأمر والدتي، فقال الملك: بستة دنانير ولا تستأمرها، فقال له: لو أعطيتني وزنها ذهبًا لم آخذ إلا برضا والدتي، فردها إلى والدته، وأخبرها، فقالت: بعها بستة دنانير مع الاستئمار، فراوده الملك بزيادة ضعف الثمن، فلم يفعل إلا باستئمار والدته، فقالت له أمه: إن الذي يأتيك هذا ملك، فاسأله: أبيعها أم أبقيها، فسأله فقال له: أبقها؛ فإن بني إسرائيل يحتاجون إليها فستبيعها بملء مسكها ذهبًا. فلما رآها بنو إسرائيل دفعوا إليه فيها ثمنًا، فأبى أن يبيعها إلا بملء جلدها ذهبًا، ووسع الله -جل شأنه- الجلد حتى حمل أضعاف ما هو حامل، ثم ذبحوها وضربوا ببعضها قبر الميت، واسمه عاميل، فأحياه الله -جل شأنه-، وقال: قاتلي فلان، ثم رجع ميتًا فعرفوا القاتل واقتصوا منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>