ليشتري لهم طعامًا يأكلونه وأن يكون حذرًا لا يفطنون له ويتجسس عن أخبار الملك وما يقال في شأنهم، فلما وصل تمليخا إلى المدينة رأى أمورًا وأشياء أنكرها، وتخير منها لظنه أنه إنما غاب عن المدينة يومًا واحدًا، فرأى إشارات وعمات تدل على أن الدين قد تغير بدين الحق وطريقة الإيمان، ونظر إلى الملأ فلم يعرف منهم أحدًا، فظن أنه تخيل أو ذاهل أو أن بعقله جنون، فأراد أن يرجع ثم عزم على أن يشتري لإخوته طعامًا، فأتى إلى صاحب الطعام فأعطاه دراهم عه ورقًا وهي الفضة، فلما رأى صاحب الطعام تلك الدراهم لأن عليها طابع راقيوس، فقطع أنه قد ظفر بكنز فأعرضها على أصحاب دراهم إياها، فأنكروها جميعًا، ثم أقبلوا على تمليخا قائلين له: أرنا موضع الكنز ونحن لا نظهر عليك أحدًا، فلم يدر ما يقول وتحير، فاجتمع الناس عليه ورأوا الدراهم ووضع بعضهم رمداءه في عنقه، وذهب به إلى والي البلد وهو يبكي ويستغيث، وفي ظنه أنهم قد شعروا بحال إيمانهن وأنهم يذهبون به إلى الملك الجبار، فجعل يتحسر ويقول: أين إخوتي عني فإنا تعاهدنا أن نكون جميعًا حياتنا ومماتنا، ووقوفنا بين يدي الجبار وإظهار كلمة الحق لديه. فدخلوا به على الأمير وأراه الدراهم فسألوه: فقال: أنا فلان بن فلان فلم يعرفه أحد، وقال له بعض الحاضرين: أظهر الكنز الذي وجدته، فإنك إن لم تظهره أوجعناك ضربًا وألمًا، فقال بعض الحاضرين: إنه مجنون، وقال