ومن كلام الحافظ الكبير الشهير الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي في كتاب:«المدهش» له في باب: الموعظة في قصة نوح عليه السلام: [لما عم] أهل الأرض العمى عما خلقوا له، بعث نوح [بجلاء] أبصار البصائر، فمكث يداويهم {ألف سنة إلا خمسين عامًا}[العنكبوت: ١٤]، فكلهم أبصر ولكن [عن المحجة] تعامى، فلاح للاحي عدم فلاحهم، فوالاهم الصلا بأسًا من صلاحهم. وبعث شكاية الأذى في مسطور {إنهم عصوني}[نوح: ٢١]، فأذن [مؤذن] الطرد، على باب دار إهدار دمائهم، {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن}[هود: ٣٦]، فقام نوح في محراب {لا تذر}[نوح: ٢٦]، فأتته رسالة {أن اصنع}[المؤمنون: ٢٧] ونادى بريد الإعلام بالغضب {ولا تخاطبني}[هود: ٣٧، والمؤمنون: ٢٧]، فلما أن هال كئيب الإمهال، وانقطع سلك التأخير، غربت شمس الانتظار، فادلهمت عقاب العقاب. فلما انسدلت الظلمة [وفات] النور {وفار التنور}[هود: ٤٠] فقيل: يا نوح قد حان حين الحين، فـ {احمل فيها من كل زوجين اثنين}[هود: ٤٠]، فتخلف