السماوات، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى، فوقف جبريل، وتقدم صلى الله عليه وسلم ذاهبًا إلى الحضرة العلية والمقامات الصمدية إلى أن انتهى إلى قاب قوسين؛ أي مقار قوسين أو أقرب من ذلك، فشافهه بالخطاب، وأوحي إليه بالمكالمة، وشرف بالإسراء، وأي بالأنوار، وأري الجنة والنار، وفرضت عليه الصلوات، وكانت خمسين، فعاد بها، فصادف موسى عليه السلام في هبوطه، فقال له: إن أمتك لا تطيق، فعد واسأل التخفيف من الله عز وجل، فلم يزل يعود ويخفف عنه، ويعود إلى موسى، فيأمره بالتخفيف حتى انتهت إلى خمس صلوات، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر الناس بعروجه إلى السماء العلى، فآمن بذلك من أشرقت عليه أنوار السعادة الأزلية، وكذبه من غلبت عليه الشقاوة البهيمية، كما قال تعالى:{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس}[الإسراء: ٦٠] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش أن يصف لهم البيت المقدس امتحانًا، فشرع يصف لهم فعمي عليه شيء منه، فمثل له بيتًا نظر إليه ويخبرهم عنه، ولم يبلغنا صعود أحد بجسمه إلا ما ثبت في الصحيح من صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفع إدريس عليه السلام وعيسى عليه السلام، وقد