النوع الثالث والأربعون بعد المائة علم معرفة شروط المفسر وآدابه قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز، طلبه أولًا من القرآن، فما أُجمل منه في مكان، فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر [منه].
وقد ألف ابن الجوزي كتابًا فيما أجمل في القرآن في موضع وفسر في موضع آخر [منه]، وأشرت إلى أمثله منه في نوع المجمل.
فإن أعياه ذلك طلبه من السنة؛ فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.
وقد قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مما قهمه من القرآن قال تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}[النساء: ١٠٥] في آيات أخرى.
وقال صلى الله عليه وسلم:«ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه»؛ يعني السنة.
فإن لم يجد في السنة رجع إلى قول الصحابة؛ فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزوله، ولما اختصوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.