و (جزآؤا الظالمين)[المائدة: ٢٩] بواو وألف. و (بأييد)[الذاريات: ٤٧] بيائين. فلو قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحناً. وبهذا الجواب وما قبله، جزم ابن أشته في كتابه " المصاحف ".
وقال ابن الأنباري في كتاب:" الرد على من خالف مصحف عثمان ": والأحاديث المروية عن عثمان في ذلك لا تقوم بها حجة؛ لأنها منقطعة غير متصلة، وما يشهد عقل بأن عثمان وهو إمام الأمة الذي هو إمام الناس في زمنه وقدوتهم، يجمعهم على المصحف الذي هو (الإمام)، فيتبين فيه خلل، ينزل ويشاهد في خطه زلل فلا يصلحه!
كلا والله، ما يتوهم عليه هذا ذو إنصاف وتمييز، ولا يعتقد أنه آخر الخطأ في الكتاب ليصلحه من بعده، وسبيل الجائين من بعده البناء على رسمه، والوقوف على حكمه.
ومن زعم أن عثمان أراد بقوله:" أرى فيه لحناً ": أرى في خطه لحناً، إذا أقمناه بألسنتنا، كان لحن الخط غير مفسد ولا محرف من جهة تحريف الألفاظ وإفساد الإعراب، فقد أخطأ ولم يصب؛ لأن الخط منبئ عن النطق،