{وأرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول}[المزمل: ١٥]، {فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري}[النور: ٣٥]، وضابط هذا أن يسد الضمير مسدها مع مصحوبها، أو معهوداً ذهنياً نحو قوله تعالى:{إذ هما في الغار}[التوبة: ٤٠]، {وإذ يبايعونك تحت الشجرة}[الفتح: ١٨]، أو معهوداً حضورياً، نحو قوله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم}[المائدة: ٣]، {اليوم أحل لكم الطيبات}[المائدة: ٥]، قال ابن عصفور: ولا تقع هذه إلا بعد اسم الإشارة، [أو «أي» في النداء]، أو «إذا» الفجائية، أو في الزمان الحاضر، نحو (الآن)، ورده في «المغني» بوقوعه في غير ما ذكر.
والجنسية: إما لاستغراق الأفراد، وهي التي تخلفها (كل) حقيقة، نحو قوله تعالى:{وخلق الإنسان ضعيفاً}[النساء: ١٢]، {عالم الغيب والشهادة}[الرعد: ٩]، ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها، نحو قوله تعالى:{إن الإنسان لفي خسر إلا الذين}[العصر: ٢، ٣] ووصفه بالجمع نحو قوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا}[النور: ٣١]، وإما لاستغراق خصائص الأفراد، وهي التي تخلفها (كل) مجازاً، نحو قوله تعالى:{ذلك الكتاب}[البقرة: ٢]؛ أي: الكتاب الكامل في الهداية، الجامع الصفات جميع الكتب المنزلة وخصائصها، وإما لتعريف الماهية والحقيقة والجنس، وهي التي لا تخلفها (كل) لا حقيقة ولا مجازاً، نحو قوله تعالى:{وجعلنا من الماء كل شيء حي}[الأنبياء: ٣٠]، {أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والنبوة}[الأنعام: ٨٩]. وقيل: والفرق بين المعرف بأل هذه وبين اسم الجنس النكرة هو الفرق بين المقيد والمطلق؛ لأن المعرف بها يدل عل الحقيقة بقيد حضروها