الثاني: بمعنى غير، فيوصف بها وبتاليها جمع منكر أو شبهه، ويعرف الاسم الواقع بعدها بإعراب غير، نحو قوله تعالى:{لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا}[الأنبياء: ٢٢]، فلا يجوز أن تكون هذه الآية للاستثناء؛ لأن {إلهة} جمع منكر في الإثبات، فلا عموم له، فلا يصح الاستثناء منه؛ لأنه يصير المعنى: لو كان فيهما آلهة ليس فيهما الله لفسدتا، وهو باطل باعتبار مفهومه.
الثالث: أن تكون عاطفة بمنزلة الواو في التشريك، ذكره الأخفش والفراء وأبو عبيدة، وخرجوا عليه قوله تعالى:{لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلوا منهم}[البقرة: ١٥٠]، {لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء}[النمل: ١٠، ١١]، أي: ولا الذين ظلموا، ولا من ظلم، وتأولها الجمهور على الاستثناء المنقطع.
الرابع: بمعنى «بل» ذكره بعضهم، وخرج عليه قوله تعالى:{طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى إلا تذكرة}[طه: ١ - ٣]، أي: بل تذكرة.
الخامس: بمعنى بدل، ذكره ابن الصائغ، وخرج عليه قوله تعالى:{لو كان فيهما إلهة إلا الله}[الأنبياء: ٢٢]، أي: بدل الله، أو عوضه، وبه تخرج عن الإشكال المذكور في الاستثناء، وفي الوصف بـ «إلا» من جهة المفهوم.
قال ابن هشام: وغلط ابن مالك، فعد من أقسامها قوله تعالى:{إلا تنصروه نقد نصره الله}[التوبة: ٤٠]، وليست منها، بل هي كلمتان (إن) الشرطية، و (لا) النافية كذا ذكره ابن هشام في «المغني»، وقال شارحه