إنها لما الجازمة، حذف فعلها، والتقدير: لما يهملوا، أو لما يتركوا [لدلالة] ما تقدم من قوله تعالى: {فمنهم شقى وسعيد}[هود: ١٠٥]، ثم ذكر الأشقياء ومجازاتهم، قال: لا أعرف وجهاً في الآية أشبه من هذا، وإن كانت النفوس تستبعده، لأن مثله لم يقع في التنزيل، قال: والحق ألا يستبعد. انتهى كلام ابن الحاجب.
قال ابن هشام في «المغني»: وفي تقديره نظر، والأولى عندي أن يقدر: لما يوفوا أعمالهم، أي: أنهم إلى الآن لم يفوها، وسيسوفونها، ووجه رجحانه أمران:
أحدهما: أن بعدها ليوفينهم، وهو دال على أن التوفية لم تقع بعد، وأنها ستقع.
والثاني: أن منفي لما متوقع الثبوت، كما قد قدمنا، والإهمال غير متوقع الثبوت. انتهى كلام ابن هشام. وفي الإتقان: في هذا المقام سبق قلم: نسب كلام ابن الحاجب لابن هشام، وذكر أن ابن هشام أقر ابن الحاجب على ما قدره ثم قال: الأولى كذا، وليس الأمر كما ذكره كما هو محقق من عبارة ابن هشام في المغني التي نقلتها.
الثاني: أن تدخل على الماضي، فتقضي جملتين، وجدت الثانية عند وجود الأولى، نحو قوله تعالى:{فلما نجاكم إلى البر أعرضتم}[الإسراء: ٦٧]، ويقال فيها: حرف وجود لوجود، وذهب جماعة إلى أنها حينئذ ظرف بمعنى حين، وقال ابن مالك: بمعنى: إذ، لأنها مختصة بالماضي، [وبالإضافة