بذهب، فأحلفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وجد الجام بمكة، فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي بن بداء، فقام رجلان من أوليائه فحلفا: لشهادتنا أحق من شهادتهما، وأن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم}[المائدة: ١٠٦].
١٤٣ - وأخرج الترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: عن تميم الداري في هذه الآية: {يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت}، قال: برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بداء - وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام لتجارتهما. وقد قدم عليهما مولى لبني سهم - يقال له: بديل بن أبي مريم - بتجارة، ومعه جام من فضة، يريد به الملك، وهو عظم تجارته، فمرض، فأوصى به إليهما، وأمر أن يبلغا ما ترك أهله، قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام، فبعناه بألف درهم، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء، فلما قدمنا إلى أهله، دفعنا إليهم ما كان معناه، ففقدوا الجام، فسألونا عنه؟ فقلنا: ما ترك غير هذا، وما دفع إلينا غيره، قال تميم: فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، تأثمت من ذلك، فأتيت أهله، فأخبرتهم الخبر، وأديت إليهم خمسمائة درهم، وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألهم البينة، فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه، فحلف، فأنزل الله:{يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} - إلى قوله:{أو يخافوا أن ترد أي بعد أيمان بعد أيمانهم}، فقام عمرو بن العاص، ورجل آخر، فحلفا، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء.
أخرجه الترمذي، وقال: أنه غريب، وليس إسناده بصحيح.
١٤٤ - وأخرج الترمذي عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أنزلت المائدة من السماء خبزاً ولحماً، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا