أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه عن الروح، فأنزل الله تعالى: {ويسئلونك عني الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا (٨٥)} [الإسراء: ٨٥]، قالوا: أوتينا علماً كثيراً، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً، فأنزلت:{قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي}[الكهف: ١٠٩] إلى آخر الآية.
٢٢٩ - وأخرج [البخاري] ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى:{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}[الإسراء: ١١٠]، قال: أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوار بمكة، وكان إذا رفع صوته سمعه المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله عز وجل:{ولا تجهر بصلاتك}، أي: بقراءتك حتى يسمعها المشركون، {ولا تخافت بها}، عن أصحابك، فلا تسمعهم، {وابتغ بين ذلك سبيلًا}: أسمعهم، ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن.
وفي رواية:{وابتغ بين ذلك سبيلاً}، يقول: بين الجهر والمخافتة.
٢٣٠ - وأخرج البخاري ومسلم، عن عائشة - رضي الله عنهم - قالت: أنزل هذا في الدعاء: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}[الإسراء: ١١٠].