يحمل أسراءكم، قال: فتبعني ثمانية، وسلكت الخندمة، فانتهيت إلى غار، أو كهف، فدخلت فجاؤوا حتى قاموا على رأسي فبالوا، فظل بولهم على رأسي، وعماهم الله عني، قال: ثم رجعوا، ورجعت إلى صاحبي، فحملته، وكان رجلاً ثقيلاً حتى انتهيت إلى الإذخر، ففكت عنه أكبله، فجعلت أحمله، ويعينني حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، أنكح عناق؟ فأمسك رسول الله فلم يرد [علي] شيئاً، حتى نزلت:{والزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}[النور: ٣]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {والزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}، فلا تنكحها». هذه رواية الترمذي.
وأخرجه النسائي بنحوه، ورواية الترمذي أتم.
واختصره أبو داود قال: إن مرد بن أبي مرثد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكة، وكان بمكة بغي يقال لها: عناق، وكانت صديقته، قال: فجئت [إلى] النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناق؟ قال: فسكت، فنزلت:{والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}[النور: ٣]، قال: فدعاني فقرأها، وقال لي:«لا تنكحها».