وفي رواية أبي داود قال: جاءت مسيكة لبعض الأنصار، فقالت: إن سيدي يكرهني على البغاء، فنزلت في ذلك:{ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
قال أبو داود: وروى معتمر عن أبيه: {ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}، قال: قال سعيد بن أبي الحسن: [غفور رحيم] لهن: المكرهات.
٢٥٨ - وأخرج أبو داود عن ابن عباس أن نفراً من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس، كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا الله بها ولا يعمل بها أحد؟ قول الله لك:{يأيها الذين ءامنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ... } الآية [النور: ٥٨]، فقال ابن عباس: إن الله حليم رحيم بالمؤمنين، يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال، فربما دخل الخادم أو الولد، أو يتيمة الرجل، والرجل على أهله، فأمرهم الله تعالى بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير، فلم أر أحداً يعمل بذلك [بعد].
وفي رواية عن ابن عباس: أنه سمع يقول: لم يؤمر بها أكثر الناس: آية الإذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي.