قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً، لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش، فقال:«أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي، تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي»؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال:«فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:{تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب}[المسد: ١، ٢].
وفي بعض الروايات:«وقد تب» كذا، قرأ الأعمش.
وفي رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى البطحاء، فصعد الجبل، فنادى:«يا صباحاه»، فاجتمعت إليه قريش، فقال:«[أرأيتكم] إن حدثتكم: أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقونني»؟ قالوا: نعم، قال:«فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»، وذكر نحوه.
هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضاً قال: لما نزل: {وأنذر عشيرتك الأقربين}[الشعراء: ٢١٤]، جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم قبائل قبائل، وأخرج الترمذي الرواية الثانية.
وفي رواية للبخاري: لما نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا، فهتف: «يا