- وذلك قبل تحريم الرهان - فارتهن أبو بكر والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل البضع: ثلاث سنين إلى تسع سنين، قسم بيننا وبينك وسطاً ينتهي إليه، قال: فسموا بينهم ست سنين، قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة، ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين، قال: لأن الله قال: {في بضع سنين}، قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير.
٢٦٨ - ج- وأخرج الترمذي عن ابن عباس - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى:{آلم غُلبت الروم} قال: غُلبت وغلبت، قال: كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:«أما إنهم سيغلبون»، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا جعلته إلى دون العشر؟ - قال سعيد بن جبير: والبضعُ: ما دون العشر - قال: ثم ظهرت الروم بعد، فذلك قوله:{آلم غُلبت الروم} إلى قوله: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} قال سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر.
وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر في مناحبة {آلم غُلبت الروم}: ألا أخفضت يا أبا بكر؟ فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع.