عاتبنا الله تعالى بقوله:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}[الحديد: ١٦] إلا أربع سنين.
٣٤٥ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهم - في قوله تعالى:{اعلموا أن الله يحى الأرض بعد موتها}[الحديد: ١٧]، قال: يلين القلوب بعد قسوتها، فيجعلها مخبتة منيبة، يحيى القلوب الميتة بالعلم والحكمة، وإلا فقد علم إحياء الأرض بالمطر مشاهدة. أخرجه.
٣٤٦ - وأخرج النسائي عن ابن عباس - رضي الله عنهم - قال: كانت ملوك بعد عيسى - عليه السلام - بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة والإنجيل، قيل لملوكهم: ما نجد شتماً أشد من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرؤون:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}[المائدة: ٤٤]، مع ما يعيبوننا به في أعمالنا في قراءتهم، فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا، فدعاهم فجمعهم، وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك؟ دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطواناً، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئاً نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نرد عليكم، وقالت طائفة: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا، وقال طائفة منهم: ابنوا لنا دوراً في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحترث البقول، ولا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من القبائل إلا وله حميم فيهم، قال: ففعلوا ذلك،