فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت عليَّ آنفاً سورة، فقرأ:{بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر}[الكوثر: ١ - ٣]، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ » فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال:«فإنه نهر وعدنيه ربي - عز وجل -، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب، إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك؟ ».
وفي رواية نحوه، وفيه:«إنه نهر وعدنيه ربي في الجنة، عليه حوضي»، ولم يذكر:«آنيته عدد النجوم»، هذه رواية مسلم.
وقد أخرجه هو أيضاً، والبخاري مختصراً، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليَّ اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب، أصيحابي، أصيحابي، فيقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
وفي رواية للبخاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما عرج بي إلى السماء أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: الكوثر».
وفي أخرى له: قال: «بينا أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه - أو طينه - مسك أذفر»، شك الراوي.
وأخرجه الترمذي قال: بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ، قلت للملك: ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، قال: ثم ضرب بيده إلى طينه، فاستخرج لي مسكاً، ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فرأيت عندها نوراً عظيماً.
وأخرجه أبو داود مثل رواية مسلم الأولى، إلى قوله: عليه خير كثير.
وفي أخرى له: إنه نهر وعدنيه ربي في الجنة، ولم يذكر الإغفاء، ولا أنه كان بين أظهرنا في المسجد.
وفي أخرى له: لما عرج بنبي الله في الجنة - أو كما قال - عرض له نهر