تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء، بل كانت دعوتهم، والحج غيرها، لكان ذلك أيضا نظير ما مضى.
وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة؛ لأن الله جل شأنه جعل قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها، وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها، وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا، كما يقال/ إن يوما أفضل من يوم، وشهرا أفضل من شهر، بمعنى أن العبادة فيه تفضل عن العبادة في غيره، والذنب فيه أعظم منه في غيره. وكما يقال: إن الحرم أفضل من الحل، لأنه يتأدى فيه من المناسك ما لا يتأدى في غيره، والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره. انتهى كلام الحليمي.
وقال ابن التين - وهو شارح البخاري - في حديث البخاري:"لأعلمنك سورة هي أعظم السور: معناه: أن ثوابها أعظم من غيرها.
وقال غيره: إنما كانت أعظم السور لأنها جمعت جميع مقاصد "القرآن"، ولذلك سميت (أم القرآن).
وقال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في "القرآن" ثم أودع علوم القرآن في (الفاتحة)، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع