الألف تنبيها على أن المؤخر أشد وأثقل في الوجود من المقدم عليه لفظا، فالذبح أشد من العذاب، والإيضاع أشد فسادا من زيادة [الخبال]، وظهرت الألف في الخط، لظهور القسمين في العلم.
وكل ألف تكون في الكلمة بمعنى له تفصيل في الوجود- إذا اعتبر ذلك من جهة ملكوتية، أو صفات حالية، أو أمور علوية مما لا يدركه الحس- فإن الألف تحذف من الخط علامة لذلك، وإذا اعتبر من جهة ملكية أو صفة حقيقة في العلم، أو أمور سفلية أثبت ذلك.
واعتبر ذلك في لفظتي {القرءان}[البقرة: ١٨٥] و {والكتب}[البقرة: ٢]، فإن القرآن هو تفصيل الآيات التي أحكمت في الكتاب، فالقرآن أدنى إلينا في الفهم من الكتاب، وأظهر في التنزيل، قال الله تعالى في (هود)[١]: {الر كتب أحكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (١)}، وقال في (فصلت): {كتب فصلت ءايته قرءانا عربيا لقوم يعلمون (٣)}، وقال تعالى: {إن علينا جمعه وقرءانه (١٧) فإذا قرأنه فاتبع قرءانه (١٨)} [القيامة: ١٧ - ١٨]، ومن ثم ثبت في الخط ألف {القرآن}، وحذف ألف {الكتب}، وقد حذف ألف القرآن في